الاموال العامة والخاصة في سيرة الامام علي

لعلي بن أبي طالب (ع) تجربة قصيرة لم تتجاوز أربعة أعوام، أمسك خلالها بزمام الخلافة، فكان فيهما حاكماً مطلقاً الدولية مترامية الأطراف. متنوعة الأعراق مختلفة الأهواء، متعددة الميول والمذاهب غنية الموارد، وفيرة الثروات، فخرج منها كما كان يهتف بسكان عاصمته : (( يا أهل الكوفة، إذا أنا خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلتي وغلامي فأنا خائن)). وقد حاولنا أن نسلط الأضواء على جانب من سيرته ايام خلافته، هو الأهم في مضمار التسابق بين الولاة والحكام فيما يتبارون فيه في هذا الميدان إنه جانب المال وما أدراك ما المال، وما هي أثاره وما قوة إغرائه، ذلك المنزلق الخطير الذي أطاح بما لا يعد ولا يحصى ممن وفر لهم الحكم نوع تسلط على كنوزه، وفرصاً لاحتوائه والاستحواذ عليه بشتى الطرق، ومختلف الحجج والأساليب والوسائل...

---