التل المسكون

قصص طالب ياسر قصص شخصيات تعيش هاجس الحرية، وهاجس تشوهات الوجود؛ إذ تبدو النقائض بينها هي الثَّيمة الجوهرية المحرّكة لسياق الأحداث، ولتتبّع حَراك هذه الشخصيات في زمنها الدائري، الذي يماثل الزمن النفسي؛ حيث الشخصيّة البطلة، الضحية تستدعي انثيالاتها الداخلية بوصفها البنية السردية التعبيرية التني تتفجر وِحداتها بنوع من التداعي؛ التداعي الذي يُضفي على الشخصية سحرا وغموضا، مثلما يجعل سرَّها العميق، سرَّ اللذة الغائبة، والجسد المخذول بالخطيئة والطغيان أمام تشظيات سردية تسبغ على القصة دلالة المفارقة؛ إذ تجد (بدرية) البطلةَ الضحيَّةَ تتشظى عبر الوظيفة الرّمزية إلى شخصيةٍ مركبة بين انسحارها بجسدها، وصمتها إزاء سرديات الآخرين المأخوذين بهوَس خطيئتها. ونجد البطل في قصة (حلم في مدار الصفصاف) يقدّم شهادته بوصفه الكائن الميت والشاهد على موته المرعب؛ فهو ينحاز إلى جسده عندما يُحضر هذا الجسد وتفاصيله المسحوقة عبر الإيغال في التوصيف؛ مثلما يستدعي إليه قناعاً فنطازيا" يُشبه قِناع كافكا؛ لكن ليس تعبيرا عن اللاجدوى أو العبث أو كراهية العالم، بل تعبيرا عن الألم والقسوة والرعب السياسي التي يعيشها الجسد بوصفه القناعَ الوجودي للبطل.

---