بين محمد باقر الصدر وماكس فيبر

إن التقريب بين فلسفتي "طريقة الطوابق" عند محمد باقر الصدر، و"النموذج-المثالي" عند ماكس فيبر، مع الأخذ بالأطر الأبستمولوجية لمدرسة هذا الأخير، قد تفتح، حسب هذه الدراسة، بابا واسعا أمام تجديد منهجية الفكر الإسلامي ككل، ليس فقط في الاقتصاد، إنما تتعداه إلى كل الدراسات ذات الطابع "الفَهمي-التأويلي" (في العرفان، والفلسفة، وعلم الكلام والاجتماع إلخ.). فانطلاقا من طرح معرفي ومنهجي تريده أن يكون مجددا وقابلا للاستعمال من قبل الباحثين الحياديين دينيا وأيديولوجيا، تهتم هذه الدراسة بمسألة محاولة الفهم العلمي المعاصر لما يمكن تسميته ب"المخاطرة الجائزة"، في المبادلات المالية خصوصا، وذلك عند الفقهاء المسلمين من كل المذاهب والعصور. فهي تتخذ من نصوص الفقه الإسلامي المعنية معطياتها، مستعينة بطريقة النموذج-المثالي لماكس فيبر، مع تطويره المناسب للبحث، مما يمكنّها من المحافظة على تموضعها العلمي ما-بعد-الوضعي، وذلك في سبيل محاولة فهم كيف يمكن ترجمة المخاطرة الجائزة هذه بالمفاهيم المالية والإدارية الحديثة. بالإضافة إلى ما سبق، وفي سياقه، تقدّم هذه الدراسة إذن اسهامات فيما يخص تطوير الإطار المنهجي والنظري العام للدراسات المتخصصة في الشؤون الإسلامية عموما، كما تحاول حل آخر العقد حول نقد عمل "اقتصادنا" للسيد محمد باقر الصدر، طارحة المعالم العامة لما تسميه مرحلة ما-بعد-إقتصادنا، وهي حسب هذا البحث، مرحلة إحكام المنهجية العلمية من جهة، والبحث عن الحلول التشاركية - العملية والراديكالية - من جهة أخرى.

---